علامات التشكيل، 9 أسرار عليك أن تعرفها قبل أن تبدأ الكتابة
إدراج علامات التشكيل يعتمد على نوع المصنَّف والجمهور المستهدَف: فنجد أن الكتب التعليمية -خاصة الموجهة للناشئة- توليها اهتمامًا بالغًا، بينما يُعَدُّ ذلك أمرًا معيبًا في المصنفات الموجهة للمتخصصين وطبقة المثقفين كالأبحاث والرسائل العلمية، والكتب المتخصصة.
لكنْ هناك كلمات تلتبس على القارئ مهما كان مستواه الثقافي، هنا يجب التشكيل حتى لا ترهق القارئ، مثال ذلك:
الفعل المبني للمجهول، والمصطلحات، والأعلام، والكلمات المتشابهة في الرسم الإملائي ولها نفس الدرجة من الشيوع، خاصة إذا أخفق السياق في توجيه القارئ، مثل: علِم، عِلْم، علّم، عَلَم.
وهذه طائفة من استفسارات حول علامات التشكيل، ساقها إليّ بعض المؤلفين المهتمين بالتدقيق اللغوي:
اقرأ ايضاً: كيف تنشر كتابك على أمازون وسماش ووردز؟ تنسم عبير الحرية
More...
الاستفسار الأول عن الشدة:
هل يعدُّ عدم كتابة الشدة أينما وردت خطأ لغويّاً بشكل عام، سواء كنا نريد تشكيل الكلمات أم لا؟
الشدة لها وضع خاص بين علامات التشكيل دون غيرها، فهي بمثابة حرف مستقل، والأمثلة التالية توضح المقصود:
عبَّر، أصلها عـ بْـ بَـ ر (رباعي)، فقد حُذف أحد الباءين وعُوض عنها بالشدة.
وعلى الرغم من ذلك، ففي التدقيق العام لا يُشترط إضافتها في الكلمات التي لا تُسبب التباسًا للقارئ، وإليك هذا المثال:
"الدين له أثر كبير على حياة الإنسان"، قد تُقرأ (الدِّين)، كما يمكن أن تُقرأ (الدَّيْن)، ومثلها: التحف، يمكن أن تُقرأ (الْتَحف)، ويمكن أن تُقرأ (التُّحف)، هنا يكون التشكيل ضروريًّا ما لم يكن السياق واضحًا.
لكن إذا أردتَ التشكيل الكلي فيجب إضافة الشدة؛ إذ لا يُتصوَّر أن نضيف علامات التشكيل في الوقت الذي تُغفل علامةً تمثِّل حرفًا بأكمله.
الاستفسار الثاني
إذا كان لديَّ حرف عليه شدة وتحتها كسرة مثل (مُعلِّم)، فهل يجب أن تكون الكسرة تحت الشدة، أم تكون تحت الحرف، فإنها تظهر بكلا الطريقتين حسب الخط، أم أن كلا الرَّسمين صحيح؟
عند فكّ التضعيف كما في كلمة "معلِّم" نجد أن أصلها معلْـلِم، لكننا حذفنا أحد الحرفين وأشرنا إليه بالشدة، لكنْ أي الحرفين تعبر عنه الشدة؟ هل هو الأول الساكن (لـْ) أم الثاني المتحرك (لـِ)؟
إذا اعتبرنا أنها تعبر عن الأول فالكسرة توضع تحت الحرف، أما إذا اعتبرنا أنها تعبر عن الثاني فالكسرة توضع تحت الشدة. وهي مسألة جدلية شكلية وتخضع لأمور تقنية خاصة بالطباعة الحديثة؛ وبالتالي يجوز كلا الطريقتين. والطريقة الأولى (تحت الحرف) معمول بها في الرسم العثماني للمصحف الشريف؛ لكنْ لا يعني أن الطريقة الثانية غير صحيحة.
الاستفسار الثالث عن علامات التشكيل
عند التشكيل الكامل للحروف، هل يجب تشكيل أل التعريف (تشكيل الألف واللام) أو الألف في أول الكلمة، أم تشكيل ما يُنطق فقط؟
ألف الوصل تُنطق في بداية الكلام فقط: كما في بداية الفقرات، أو في بداية الجمل الحوارية، وهنا يتم تشكيلها إن أردنا.
أما إذا كانت وسط الكلام فإنها لا تُنطق أصلًا؛ وبالتالي يُترك التشكيل؛ لأننا إذا تجاوزنا الحرف نفسه، فكيف نُبقي على حركة تشكيله؟!
أما اللام في (أل التعريف)، إذا كانت قمرية تُشكّل إن أردنا، وإذا كانت شمسية فلا داعيَ لتشكيلها.
الاستفسار الرابع
"إنّ الذي يقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لن يشقى"، هل يجب وضع السكون على حرف الياء في (الذي، يقتدي) عندما نريد تشكيل الكلمات تشكيلاً كليّاً؟
بالنسبة لأحرف المد الثلاثة، فإن ألف المد لا تُشكّل على الإطلاق، سواءً كانت وسط الكلمة أو آخرها.
أما الواو فإنها لا تُشكل إذا كانت ممدودة كما في (رسُول)؛ بينما تُشكَّل إذا كانت لينة كما في: يَوْم، أو كانت متحركة كما في: هَوَاء، وُلدان، وِسام، أن ينموَ. وما ينطبق على الواو ينطبق على الياء، كما في: جمِـــيل، عيْن، شيْء، عيُون، سيُوف بيَان.
الاستفسار الخامس
إذا انتهت الجملة، فهل يجب تشكيل الحرف الأخير من الكلمة التي تسبق النقطة، كما في جملة (في التأني السلامة.)؟
نعم تُشكل إذا كنت بصدد التشكيل الكلي، لأن السكون عارض نتيجة الوقف، وليس علامة للإعراب.
الاستفسار السادس عن علامات التشكيل
(لقد حققت كثيرًا من أحلامي خلال مشوار حياتي)، هل يجب تشكيل الياء في (أحلامي، حياتي) وذلك بوضع الفتحة فوقها أم السكون أم تركها بلا تشكيل، عندما نريد تشكيل الكلمات تشكيلاً كليّاً؟
أنت تقصد ياء المتكلم، وإليك البيان؛ يجب فتح ياء المتكلم في أربعة مواضع وهي:
- إذا اتصلت بكلمة مقصورة كما في (دنيا، دنيايَ).
- إذا اتصلت بكلمة منقوصة كما في (محاميَّ)
- إذا اتصلت بالمثنى (عينايَ أو عينيَّ)
- إذا اتصلت بجمع المذكر السالم (معلميَّ).
وفيما عدا الحالات السابقة يجوز فتحها أو تركها ممدودة فنقول: أحلامِي، أو: أحلامِي، وجهِي، أو وجهِيَ.
الاستفسار السابع
مَرحَبًا إبْراهيمُ، كَيْفَ حَالُكَ؟ هل يجب وضع الضمة فوق الميم في كلمة (إبراهيم)، أم يجب أن نضع السكون، أو نترك الحرف دون تشكيل (عند التشكيل الكلي للكلمات)؟
التشكيل الصحيح هو الضمة لأنها منادى مبني على الضم، والتقدير: مرحبًا يا إبراهيمُ. ويُترك النطق للقارئ: فإذا أكمل كلامه وجب الضم، وإذا توقف عندها سكّنَ. لكن لا يجوز تشكيلها بالسكون مطلقًا.
الاستفسار الثامن
(لقد فعل ذلك وفاءًا للعهد وحفاظًا على صلة الرحم)، في كلمة (وفاءًا) وأيضًا كلمة (حفاظًا)أيهما أصح: أن نضع التنوين على الألف أم على الحرف السابق له.
أولًا: الصحيح (وفاءً) بدون ألف آخرها، فالهمزة المتطرفة إذا كانت مفردة (على السطر) ومسبوقة بألف مد فإنها لا تُتبع بألف في حالة تنوين الفتح.
ثانيًا: التنوين على الحرف الأخير للكلمة وليس على الألف الزائدة، وأنت كتبتها بالطريقة الصحيحة في سؤالك (حفاظًا).
الاستفسار التاسع والأخير عن علامات التشكيل
هل هناك كتب موثوقة تتناول علامات التشكيل وبها تشكيل كامل للنص؟
يعتمد التشكيل على سعة الاطلاع وتتبُّع ضبط الكلمات كما وردت في المعاجم اللغوية، وعلى سبيل المثال:
"الفنان يرسم اللوحة"، يشيع بين الناس أن الراء مكسورة، بينما الضبط الصحيح لها الضم؛ لأن الفعل (رسم) من باب (نصر- ينصُر)، وهذا لا تجده سوى في المعاجم اللغوية أو في كتب التراث ودواوين الشعر القديم المحقَّقة.
ومع الاستمرار في المطالعة ستتراكم لديك المعرفة باللغة وألفاظها وقواعدها، وسينطلق قلمك -إن شاء الله تعالى- صحيحًا فصيحًا في ميدان الكتابة والتأليف دون أن يخطئ أو يتقهقر أو يتلعثم أو يتعثر.
اقرأ ايضاً:
كيف تحسين وضع الإملاء عندي؛ لأن عندي أخطأ كبيرة وصغير؟
وكيف اختبر نقاط قوتي وضعفي في الإملاء؟
وشكرا