كيفية تصميم غلاف كتاب احترافي، والفرق بين غلاف الهواة وغلاف المحترفين
لا يزال حتى الآن يحتفظ عالم النشر بواحدة من أكبر المغالطات، ألا وهي أن تصميم غلاف الكتاب غير مهم مقارنة بالمحتوى، أو بمعنى آخر (الكتاب العظيم سيظل عظيمًا حتى لو كان غلافه سيئاً)
بالطبع لا، فلتعلم جيداً أنه إن لم يكن هناك تسويقًا شفويًا لكتابك أو حملات دعائية كبيرة، فحتمًا ولا بد أنك ستعتمد بشكل أساسي في تسويق كتابك على تصميم غلافه، لأن تصميم غلاف كتاب بشكل احترافي في أبسط مستوياته سيساعد القارئ الذي تبحث عنه أن يأخذ الكتاب ومؤلفه على محمل الجد.
لماذا يحتاج كتابك لغلاف احترافي؟
أول ما ينبغي علينا أن نتحدث عنه هنا هو هذا السؤال، لماذا يحتاج كتابك إلى غلاف احترافي مصمم بعناية وحرفية؟
والإجابة ببساطة هي أن القارئ الذي تبحث عنه لكتابك سيحكم على كتابك من غلاف. نعم، لا تتعجب من قولي هذا؛ الجميع يحفظ هذه الجملة ويرددها (لا تحكم على الكتاب من غلافه).
ولكن واقع الحياة أن الجميع يحكم على الكتاب من الغلاف، ولما لا ونحن مخلوقات بصرية، نرى طريقنا إلى العالم عن طريقة أعيننا، ورؤيتنا هذه هي ما تساعدنا على الإحساس بالكون من حولنا.
لا نستطيع أن نوقف أنفسنا بيولوجيًا، لأننا كبشر تتحرك مشاعرنا حسب اللون والشكل والحجم … إلخ. تدخل الصورة حرفيًا إلى أدمغتنا بسرعة الضوء.
إذا يا عزيزي سيحكم الناس على كتابك من غلافه شئت أم أبيت، وسيستخدم هؤلاء الناس هذا الحكم لاتخاذ قرار الشراء من خلال هذا، وهذا يعتبر فرصة جديدة لك، لتفوز بقارئ جديد لمحتواك.
وعندما أخبرك هنا أن كتابك سيتم الحكم عليه من خلال الغلاف فهذا شيء جيد ولا يقلل مطلقًا من جودة كتابك، ولكن هذا الشيء سيجعلك تدرك القوة الحقيقية للتصميم.
الهدف الحقيقي من تصميم غلاف الكتاب
عندما نتحدث هنا عن أهمية التصميم فلا بد أن تعرف أن لتصميم الغلاف، هدف واضح ومحدد، ألا وهو بيع كتابك.
والحقيقة الصادمة والتي تمثّل تصادم مع معتقداتنا حول أغلفة الكتب، أنه ليس بالضرورة أن يكون غلافك جميلًا أو فريدًا أو حتى خياليًا حتى يساعدك على بيع كتابك بسرعة، لماذا؟
غلاف كتابك مهمته الأولى والأخيرة هي توصيل معلومات أساسية للقارئ بمجرد رؤيته لغلافك، مثل:
- نوع الكتاب وموضوعه.
- توصيل رسالة للقارئ أن هذا الكتاب الذي سينتظره.
- توقع القارئ مستوى عالي من الحرفية من المؤلف.
- والمهم والأهم أن الغلاف يوصل رسالة للقارئ مفادها ” اقرأني، بداخلي محتوى جيد”
محتويات غلاف الكتاب
دعونا نتعرف على محتويات غلاف كتاب كامل، وهو ما يساعدنا على معرفة نقاط قوة الغلاف الذي يساعد على بيع الكتاب:
أولاً: وجه الغلاف:
- عنوان الكتاب.
- العنوان الفرعي.
- اسم المؤلف.
- الصورة أو الرسم المُعبر عن الغلاف.
ثانيًا: ظهر الغلاف:
- ويحتوي ملخصًا عن الكتاب غالبًا أو نبذة عن المؤلف أو غيره من البيانات وفق رؤية الكاتب.
- اسم الناشر.
- باركوود والترقيم الدولي
ثالثًا: كعب الغلاف:
وهو لا يقل أهمية عن باقي الغلاف فهو ما يراه القارئ على رف الكتبة أولًا، ويحتوي على:
- اسم العمل.
- اسم المؤلف.
- شعار الناشر إن وجد.
5 طرق لجعل غلافك احترافي:
ننتقل الآن للجزء المهم، وهو كيف نجعل غلاف كتابنا احترافي؛ وسنتعرف سويًا على الفرق بين الغلاف الجيد وغير الجيد.
تحديد جمهور الكتاب ومعرفة ما الأشياء التي اعتادوا على رؤيتها:
غلاف الكتاب يمثل 80 % من وجهة نظري لجمهورك المستهدف، وعندما نتحدث عن تحديد الجمهور لا بد أن نضع في الحسبان ما هي ثقافة هذا الجمهور؟ وما هي الأشياء التي اعتادوا على رؤيتها؟ ومعرفة التعبيرات التي تدل على الكتب التي يبحثون عنها.
ومثال على ذلك عندما نرى مجموعة من الزخارف الإسلامية أو الخطوط ذات الطابع الإسلامي مثل الخط الديواني وغيره، فهذا يدل على أن الكتاب له علاقة بمحتوى ديني أو عربي بشكل عام … والخ.
معرفة التوجهات مطلوبة، فلو أخذنا على سبيل المثال كتابًا يتحدث عن الاستثمار عبر الإنترنت وسيستهدف هذا الكتاب بلدًا أجنبيًا هنا سنضع رموزاً تدل على الذهب، مع الخطوط الكبيرة التي اعتادوا رؤيتها ونضع اسم المؤلف بشكل كبير، لأن الجمهور هنا يعتمد على رؤية تفاصيل معينة، ودور المصمم أن يستهدف هذه التفاصيل.
اتصال الغلاف بمحتوى الكتاب.
أن يكون الغلاف مقروء هذا أحد أهم العناصر على الإطلاق في تصميم الغلاف، من الممكن أن يكون غلافك رائعًا جداً في مظهره ذو ألوان رائعة يستوفي الكثير من شروط التصميم.
ولكن، لك أن تتخيل أن التصميم لا يتناسب مطلقًا مع المحتوى الداخلي للكتاب، من المؤكد أن كتابك سيواجه مشكلة في تسويقه.
ومثالًا على ذلك، تخيل معي كتابًا يتحدث عن الحرب والدمار وغلافه يحمل شجرا وزهورًا خضراء مع نص جميل يتمتع بالسلاسة، أووه، للوهلة الأولى ستظن أنه يتحدث عن الاعتناء بحديقة منزلك الخلفية.
قدرة القارئ على رؤية العناصر الموجودة على غلافك:
نعم، أراك وقد نظرت إلى ما سبق وذكرناه، أنها تلك العناصر، اسم الكتاب واسم مؤلفه والصورة التعبيرية.
والمقصد هنا من كلامي أنه لا ينبغي أن تكون عناصر الواجهة وكأنها قد ضربها زلزالًا أضاع ملامحها، فلا نعرف أين العنوان الفرعي من العنوان الأساسي، بصورة قد تم جلبها من أي مكان وتم دمجها بصورة اخرى غير متناسقة، لا أتخيل هذا الوضع بتاتًا.
لا بد أن يكون هناك تناسق في العناصر يساعد على رؤية محتوى الغلاف من النظرة الأولى، حتى يجذب القارئ من الوهلة الأولى لإمساكها بها، حتى لا تجبره على الوقوف متأملًا شيء مجهول فهو لم ولن ينتظر أكثر من هذه اللحظات العابرة.
اختيار التايبوجرافي المناسب ” نوع الخطوط “
بما أننا تحدثنا عن العناصر فواحد من أهم الأشياء المستخدمة في العناصر هي الخطوط سوآء لاسم الكتاب أو الكتاب أو الوصف،
هناك من يقوم باستخدام الخطوط المجانية وآخر يقوم برسم خط محدد للغلاف ولكن هنا نتحدث عن اختيار ينبغي أن يكون موفق، وإلا سيسبب عدم الاهتمام بهذه النقطة، عزل جماليات الغلاف بهذا الخلل، وكأنك أحضرت الطعام ووضعته على الأرض.
بساطة الفكرة قادرة على التسويق
اختيار الفكرة المناسبة للعمل حتى لو كانت بسيطة سيساعد على تحريك مشاعر القارئ من خلال صورة بسيطة أو رسم تعبيري بسيط أو حتى مشهد متكامل ولكن يحتوي على الفكرة الصائبة.
لا ينبغي أن يكون غلافك يعج بجميع ألوان الكون وأن يحتوي على كل الصور التي تتخيلها من الكتاب، لا ثم لا، الفكرة هي قوام التصميم.
التصميم فكر
وطالما أن التصميم بهذه الأهمية البالغة، فهذا أن يدفعني إلى اخبارك بأنه ينبغي عليك يا عزيزي أن تستعين بالمحترفين في التصميم، وعندما أقل لك مصممًا محترفًا، فلا أقصد أي أحد يجيد مهنة التصميم، لا،
بل أقصد مصمم متخصص في تصميم أغلفة الكتب، ذلك الشخص القادر على فهمك وفهم عملك الفني وفهم جميع ما ذكرناه.
وهنا لا ينبغي عليك يا صديقي المؤلف أن تصمم غلافك بنفسك رغبة من في التوفير، فربما تكون مميزاَ ومحترفًا في مجال الكتابة، ولكن المصمم محترفًا في مجاله.
فكلٌ منا له دوره ومنطقته البارع فيه، المؤلف والناشر والمصمم، والجميع خليط من العمل الجماعي الكامل الذي يخدم القارئ في نهاية المطاف، ويقدم له عملًا متكاملًا.
يمكن إضافة عبارات ضمن الغلاف الأمامي، مثل: رقم الطبعة بداية من الثانية، عدد النسخ المُباعة. الهدف منها هو جذب القُرَّاء.
يُسمّى كعب الكتاب باسم (دعامة الكتاب). قد يكون وسيلة لجذب القُرَّاء، لكن لا يمكن أحيانًا إضافة بعض المعلومات في هذا القسم؛ لصغر الكتاب في بعض الحالات، وبالتالي صغر الكعب.
اسمح لي بالسؤال التالي: هل يجب أن يضيف الكاتب صورته الشخصية على غلاف الكتاب؟ ولماذا؟
مع الشكر
أسعدني جدًا تعليقك أستاذي الكريم،
غلاف الكتاب بحر من الفنون تجتمع في مساحة صغيرة ولا يسعنا الحديث عنها في مقطع بسيط أو مقال واحد، فهذا فن يتم تدريسه على مدار عقود وتألف فيه الكتب.
بالنسبة إلى النقطة الأولى، فقد اكتفينا بذكر الأساسيات بالغلاف أما باقي الأمور فهي يتوقف ذكرها على رأي الناشر ورأي الكاتب والنسخة ونوع العمل المنشور وعوامل أخرى كثيرة.
أما عن كعب الكتاب طالما أنه موجود ويقبل وجوده وضع معلومات، فلتعلم ياعزيزي أنه من الأهمية بمكان، ولننظر مثلا إلى ما تفعله دار السلام للنشر مع كتيبات العالم الجليل د.عبدالكريم بكار صغيرة الحجم والتي لا تتعدى المئة صفحة أحيانًا عندما تضع البيانات المذكورة على هذا الكعب الصغير.
أما بالنسبة لسؤالكم الجميل عن وضع الكاتب صورته على الغلاف فوجوبها من عدمه يرجع إلى عوامل كثيرة، وأغلبها يعود إلى المؤلف ومردود وضع الصورة أو سيرته الذاتية على الغلاف.
لذا أذكر لك هنا بعض من هذه العوامل:
-تحديد الجمهور المستهدف من الكتاب، وهل سيشكل وجود الصورة فرقًا معهم أم لا؟
فربما يكون جمهور المحتوى غير عابئ بالمؤلف اصلًا.
– هل مقدم المحتوى معروف أم لا، وهل وضع الصورة يساعد في تسويقه أم لا؟
كنوعية الكتب التي يقدمها مدربين مثل الـ PMP فهؤلاء يسعون بالفعل لجلب رصيد من المتدربين ونشر صورهم، لذا يستغلون الغلاف الأمامي والخلفي والداخلي أيضاً.
وغيرها من الأمور يا صديقي، لذا يكون الأمر غالبًا بالتشاور مع الناشر لأنه الأدرى بالأمر وفق رؤيته للسوق المستهدفة.
أرجو أن تكون اجاباتي عادت عليك بالنفع
وإن كان ثمة خطأ أو نسيان سأكون حاضرا للتوضيح بأية وقت
المحب لكم
بدرالدين