يقول الحكيم الإغريقي إيسوب المولود سنة 620 ق.م "المظهر الخارجي بديل ضعيف للقيمة الداخلية"، وهناك مثل إنجليزي بنفس المعنى يقول "لا تنخدع بمظاهر الأمور … فالمظهر لا يعبر عن الجوهر في كثير من الأحيان"، وهناك أمثال عربية كثيرة تتشابه مع الأمثلة السابقة وإن اختلفت عباراتها.

لكن دعونا من الأمثال والأقوال المأثورة الآن، فكلنا نعلم ضرورة عدم الإخداع بالمظهر الخارجي، معظمنا يحفظ عن ظهر قلب المواعظ التي تمجد في قيمة الجوهر وتعلي من شأنه على حساب المظهر الخارجي، لكن للأسف بالرغم من ذلك ما زلنا وسنظل ننخدع بالمظهر وكأن هذا الانخداع فطرة جبلنا عليها نحن معشر البشر.

ولماذا “كأن” نحن بالفعل مجبولون على هذا، وذلك لسبب بسيط جداً هو أن أرواحنا تهوى الجمال بالفطرة، ولا يمكن لأي نفس أن تقاوم سحره وفتنته وتأثيره على القلوب. من نافلة القول تأكيدنا على أهمية الجوهر، وفرض عين علينا ألا تنخدع بالمظهر، هذه أمور بديهية يعرفها الصغير قبل الكبير، لكن السؤال هنا:

نماذج من أعمالنا في تصميم الأغلفة

هل معنى اهتمامنا بالجوهر أن نهمل المظهر؟

هل الأقوال المأثورة الواردة في بداية هذا المقال تنفرنا من الاهتمام بالمظهر بالمرة؟ أم فقط تنهانا عن عدم الانخداع به؟ الفارق كبير

اهتمامي بالجوهر ليس معناه أن أحقر من شأن المظهر. فهل هناك عيب أن نجمع بين الحسنيين: المظهر والجوهر في وقت واحد؟، ما أعرفه أن العيب هو أن أهتم بالمظهر وأهمل الجوهر … وبالمقابل من العيب أن أهتم بالجوهر وأهمل المظهر أيضاً.


غلاف الكتاب أول مرحلة في التسويق

نماذج من أعمالنا في تصميم الأغلفة

أعلم جيداً أنك تعي كل ما تم ذكره أعلاه، وأنك لست بحاجة بأن يكرره أحد على مسامعك مرة أخرى، لكن سردي لهذه المقدمة الطويلة لا لشيء إلا لتذكيرك بأن غلاف كتابك لا يقل أهمية عن محتوى الكتاب نفسه، فغلاف الكتاب يعتبر أول مرحلة من مراحل الترويج له.

وبالرغم من أن كل الناس تدرك أن المظهر الخارجي لا يدل على المحتوى في كثير من الأحيان لكن في الواقع وعن تجربة؛ مظهر الكتاب الخارجي له دور كبير في ارتفاع وانخفاض مبيعات الكتب سواء أكانت إلكترونية أم ورقية.

هذا ليس تناقض في النفس البشرية … لكن الذي يحدث على حسب اعتقادي … أن النفس البشرية تتوق إلى الجمال بالفطرة، والجمال قيمة عاطفية والعواطف لدينا نحن البشر تسبق المنطق، معنى ذلك أن العواطف تؤثر في قرارتنا المنطقية في كثير من مواقفنا الحياتية.


أثناء رحلتك في عالم النشر عليك أن تدرك شيء وأن تهتم بثلاثة أمور. أما عن الشيء الذي أريدك أن تدركه فهو أنك حينما خططت لأن تكون ناشر حر، لم تعد فقط ذلك الكاتب الحالم الخيالي الذي يعيش بين كلماته في برجه العاجي، بل أصبحت أيضاً تاجر يعلم كيف يسوق بضاعته الجيدة لزبائنه … أما عن الثلاثة أشياء التي أريدك أن تولي أهمية قصوى لها عند ممارستك للنشر الحر هي الاهتمام ب:

بالطبع لم أتطرق لجودة المحتوى (الجوهر)، وذلك لأني أدرك أن هذه النقطة مفروغ منها، فلا بديل عن الجودة ولا مناص من احترام عقول قرائك، لو فعلت عكس ذلك وركزت على المظهر وجعلته بديلاً عن الجوهر فستكون ساعتها قد حكمت على مستقبلك ككاتب بالفشل قبل أن يبدأ.


لكن ماذا نفعل والجمال أمر نسبي

هناك معضلة أخرى تطل علينا برأسها ألا وهي: كيف لنا أن نؤثر على عواطف عملائنا وقرائنا عاطفياً من خلال تطبيق مبدأ الجمال؟، هذا أمر صعب وذلك لأن “الجمال” في حد ذاته قيمة نسبية، بمعنى أن مفهومه يختلف من شخص إلى آخر، فما تراه أنت جميلاً ليس بالضرورة أن يكون كذلك بالنسبة لي أو له أو لها، فنحن نفضل ألوان على ألوان، وأشكال على أشكال وهيئات على هيئات، فقد تحب أنت الأخضر بينما غيرك لا يطيقه بالمرة، وربما أحب أنا اللون الأحمر الذي لا تطيقه أنت نهائياً …

إذاً كيف تصمم غلاف كتابك ليلائم جميع الأذواق … كيف تضمن أن قيمة الجمال سيكون لها نفس الأثر العاطفي على معظم قرائك على اختلاف مشاربهم وأذواقهم وثقافاتهم؟  أعتقد أنك لن تستطيع أن تفعل ذلك ولو حرصت … لكن بالرغم من ذلك عليك أن “تحرص”، عليك أن تحاول إرضاء أكبر قدر ممكن من قرائك ما استطعت إلى ذلك بسيلا … كيف؟

بتبني قيمة أخرى هامة لا تقل أهمية عن قيمة الجمال… هذه القيمة هي … البساطة

نماذج من أعمالنا في تصميم الأغلفة

البساطة في كثير من الأحيان هي علامة على الحقيقة، ومعياراً للجمال – محلون هوغلاند


نماذج من تصميمنا لأغلفة الكتب

وتحقيق البساطة ليس أمر سهل كما يظن البعض وذلك لأن البساطة هي النقطة التي تقع بين الوضوح والغموض، البهرجة والقبح، الإفراط والتفريط، السلاسة والسذاجة. باختصار البساطة هي النقطة التي تقع بين جميع المتناقضات، تماماً كما قال السير جوشوا رينولدز:

” البساطة هي بالضبط الحد الفاصل بين قليل جداً وكثير جداً أكثر من اللازم”

عزيزي المؤلف

لن نضيع وقتك أكثر من ذلك، هذا ما سنقدمه لك: سنصمم لك غلاف كتاب إحترافي ستفتخر به أمام قراءك ويسهم في نجاح كتابك إن شاء الله، في الغالب من يتعامل معنا يرضى عن الغلاف من أول وهلة وكأننا كنا نقرأ أفكاره وخواطره وتطلعاته، لكن بالرغم من ذلك سنظل معك حتى ترضى عن غلافك مهما كلفنا هذا من وقت وجهد ... نهدف إلى تقديم شئ يشرفنا نحن قبل أن يعجبك أنت ...  تواصل معنا عبر الضغط على الزر التالي وأبلغنا بتفاصيل  غلافك، ولا تقلق سنسألك عدة أسئلة حتى نعرف هذه التفاصيل بصورة جلية. وتذكر: الغلاف الجيد لا يتوقف على مهارة المصمم فقط، بل على فكره أيضاً ... وهذا ما لدينا بفضل الله.