السيرة الذاتية للكاتب Author Bio أداة تسويقية قوية ومع ذلك يغفلها الكثيرون، تعلم كيف تكتبها كما ينبغي حتى لو كنت مبتدئاً
السيرة الذاتية للكاتب – في نظر البعض – مجرد تحصيل حاصل، مجموعة من الكلمات عن المؤلف لا تسهم كثيراً في زيادة مبيعات كتبه. أليس كذلك؟
ليس كذلك بالطبع، فالسيرة الذاتية أداة تسويقية هامة، وتسهم بصورة كبيرة في زيادة مبيعات الكتب. المشكلة تكمن في أن الكاتب المبتدئ لا يجد شيئاً يكتبه عن نفسه، فهو لم ينشر أي كتاب من قبل، ولم يحصل على جوائز أدبية من جهات مرموقة، فماذا عساه أن يكتب؟ فهو معذور إذاً.
لا. ليس معذوراً… وإليكم هذه القصة التي يرويها الكاتب ر. و. ريدلي:
اطلعت على الكثير من السير الذاتية للعديد من الكُتاب والمؤلفين، لم أجد فيها ما هو أشد جاذبية أكثر من سيرتي الذاتية التي كتبتها عندما كنت بصدد نشر كتابي الأول؛ كانت قصيرة لأني كاتب مبتدئ، وليس لدي تاريخ حافل في مجال الكتابة، ولم أنل أي جائزة أدبية في حياتي؛ لهذا السبب لم أكتب فيها الكثير.
في البداية لم أستطع كتابتها أصلاً، فماذا أكتب عن نفسي؟ لكن بالرغم من ذلك حاولت، كتبتها أكثر من مرة، وفي كل مرة كنت أمزقها، كنت أريد أن أبدو أمام القُراء كشخص مهم كي يشتروا كتابي … لكني بالفعل لم أكن مهماً في تلك الأثناء … لم يكن لدي تاريخ في عالم الكتابة.
ماذا أكتب عن نفسي؟
عندما يئست، نحيت قلمي جانباً وخرجت أتجول حول منزلي. يا الله، ماذا أكتب عن نفسي؟ فأنا إنسان بسيط، أعيش مع زوجة جميلة وكلب وثلاث قطط وعلىَ للبنك دين كبير أثقل كاهلي. هذا هو أنا! لا أكثر.
ماذا! ما المانع من ذكر ذلك في سيرتي الذاتية؟ هذا هو أنا بالفعل؟ لماذا الاصطناع والتكلف إذاً؟ سأكتب ما أنا عليه للناس وليكن ما يكون. وقد كان. هذا ما كتبته عن نفسي بالفعل على الغلاف الخلفي من كتابي الأول:
ر. و. ريدلي، يعيش في تشارلستون مع زوجته الجميلة، وكلب نشيط وثلاث قطط متغطرسة، وعليه دين قبيح للبنك.
هذا ما كتبته في سيرتي الذاتية، وهذا ما وضعته على الغلاف الخلفي من الكتاب. والذي حدث بعدئذ كان مفاجأة؛ فقد تلقيت العديد من الرسائل على بريدي الإلكتروني يثني أصحابها على سيرتي الذاتية، ويخبروني بأنها أعجبتهم جداً وأضحكتهم كثيراً.
وعندما وقعت عقداً مع أول دار نشر، وأنا في حفل التوقيع كنت أشاهد القراء يقلبون الكتاب وحينما يأتون عند سيرتي الذاتية كانوا يضحكون. كانت سيرتي الذاتية هذه السبب في نجاح كتابي الأول، وقد كتب لي أحد القراء التعليق التالي:
أكتب تعليقي هذا، بالرغم من أنني لم أقرأ الكتاب بعد، لكني اشتريته من أجل ذلك “الدين القبيح” الذي أضحكني كثيراً …
في كتابي التالي، غيرت سيرتي الذاتية، لأنني شعرت بأن الوقت قد حان لكتابة المزيد من المعلومات عن نفسي وعن الجوائز التي حصلت عليها نتيجة لنجاح كتابي الأول، لكنني لم أتلق أي تعليقات من القراء عن سيرتي الجديدة.
تعلمت درساً مهماً من هذه التجربة، تعلمت أن الناس يحبون أن تكون صادقاً معهم، قريب منهم، تشبههم. من أجل ذلك حينما تكتب سيرتك الذاتية أكتبها وكأن طرف ثالث هو من يتحدث عنك، لا تزكي نفسك ولا تحاول أن تبدو مهماً أكثر من الواقع، اجعل سيرتك الذاتية تعكس شخصيتك الحقيقية بلا تكلف أو اصطناع، واجعلها قصيرة أيضاً.
موقع ثريّ ومنهجي في تعامله مع فكرة النّشر، يتعامل بدقّة ووضوح ومُباشرة تامّة مع أشد قضايا النّشر والإبداع حرجاً وحساسيّة كتنسيق وصياغة وترويج المنتجات الإبداعيّة الكتابيّة.
كن بسيطا …نصيحة جميلة
البساطة شيء جميل ومنطق مقنع… والتكلف بضاعة زائفة ستكشف اليوم او غد…
الصدق مع النفس سر النجاح
شكرا جزيلا لكم .. استفدت كثيرا
للأسف أستاذ حسن، هذا الفكر السليم ينطبق على الشعوب الغربية المتقبلة للآراء الصادقة ولكن ليس عندنا هنا. بالعكس إن تكن صادقا، ستبدو في نظرهم تافها أكثر.